برغم
التصعيد الاعلامي بين الادارة الامريكية وحكومة طهران بخصوص
ملفها النووي وقضايا أخرى والذي ادى الى فرض عقوبات إقتصادية على طهران
الا أنه لا يخفى على اللبيب العاقل الاهداف المشتركة لكليهما في العراق
فأمريكا تريد من طهران عدم
التعرض لقواتها في العراق أو تقديم الدعم للمليشيات الموالية لها لضرب
المصالح الامريكية وبالمقابل تريد طهران من الحكومة الامريكية تقديم
ضمانات بعدم التعرض لها بضربة
جوية وأن تترك العراق لها لتخلفها في إحتلاله وبين هذه وتلك يلعب
السيستاني دورا مزدوجا لتقريب وجهات النظر ,فالادارة الامريكية تعي جيدا
الدور الذي يلعبه السيستاني في
العراق ولهذا فيه تريد منه أن يكون هذا الدور مناصفة مع طهران ولهذا أرسل
أوباما كبير موظفي مكتبه جيرالد مور برسالة خاصة للسيستاني تحمل في ظاهرها
حث السيستاني الكتل
السياسية للاسراع في تشكيل الحكومة وتحمل بين سطورها السر المستتر بطلب
الادارة الامريكية من السيستاني بحث الحكومة العراقية على الاستجابة لطلب
الحكومة الايرانية بتقديم تعويضات لها جراء حربها الثماني سنوات مع صدام؟؟!!
وتقدر التعويضات حوالي نسبة خمس إنتاج النفط العراقي ولمدة خمسين عاما ؟؟!!
ولا أعتقد يبقى ثمة
إستغراب لدى القارئ الكريم بعد هذه المقدمة عن السر في مساندة الادارة
الامريكية لحكومة طهران في طلب التعويضات ,لان أمريكا لاترى الا نفسها ولا
يهمها سوى مصالحها حتى ولو كان ذلك على حساب البلد الذي تحتله منذ سبع
سنوات ودمرت كل شيء فيه
لتسلمه بعد ذلك على طبق من فضة لحكومة الملالي بمباركة السيستاني الذي قدم
خدمات جليلة لكل من الادارة الامريكية وحكومكة طهران من خلال دعمه لانتخاب
الاحزاب الموالية
لكليهما وشرعنته للاحتلال الامريكي للعراق ودعمه للنفوذ الايراني وقيامه
بالدور المسند اليه على أكمل وجه جعلت منه اللاعب رقم واحد في رسم السياسة
الامريكية- الايرانية في
العراق؟؟